-A +A
نبيل الأسيدي (صنعاء)
هناك نكهة خاصة لهذه الأيام المباركة في نفوس اليمنيين، فسكان العاصمة صنعاء وغالبية المدن اليمنية يتسابقون في أوقات الظهيرة والعصر الى محلات الجزارة لشراء اللحوم الحمراء، وكل حسب «جيبه» فالكثير من الأسر تحرص على توفير هذه اللحوم في مائدتها الرمضانية كوجبة رئيسية للعشاء أو استخدام هذه اللحوم في صنع المأكولات المفضلة في هذه الأيام بعد فرمها لا يسما في صناعة السمبوسة والكباب.
وينفق اليمنيون في شراء اللحوم الحمراء أكثر من 70 مليار ريال سنويا.

ونكهة الليالي الرمضانية لا تضاهيها ليالٍ اخرى من ليالي بقية أشهر العام، وتتجلى في أكثر المدن اليمنية وعلى رأسها صنعاء والعاصمة الاقتصادية والتجارية عدن والعاصمة الثقافية تعز وعروس البحر الأحمر الحديدة ومدينة المكلا وسيئون وإب وغيرها.
ورمضان في المدن اليمنية تحمل من البهاء والعظمة الشيء الكبير حيث يزادد نمو التكامل والتراحم الاجتماعي بين الناس، وكذا الحال في المناطق الريفية والنائية وتتميز لياليه بمتعة ربانية خالصة تظل تفاصيلها وتقاطعاتها كامنة في النفوس.
ومن الظواهر اللافتة في هذا الشهر الكريم لجوء غالبية الناس في السنوات الاخيرة مضطرين تحت ضغط الأوضاع المعيشية الى باحات الشوارع الرئيسية وسط المدن لتصريف بضائعهم التجارية فالأوضاع المعيشية المتردية والصعبة جعلت بعضا من تجار الملابس الجاهزة وبعض الأدوات مفترشي الأرصفة دون مضايقة تذكر أو «جرجرة» مهينة الى أقسام الشرطة كما هو معتاد من رجال وعمال البلدية الذين يلقون مساندة احيانا من رجال الأمن طوال العام.
الزائر لليمن وهو يشاهد تلك الأمواج البشرية وهي تزحف بالأسواق في الليالي الرمضانية يخيل له أن المنازل قد قذفت ساكنيها الى خارجها أو ان الناس قد لبت دعوة المعارضة للنزول الى الشارع احتجاجا على نتائج الانتخابات الاخيرة، وهي دعوة يبدو انها مؤجلة الى ما لا نهاية.